للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عابدين، وكان يُستفتى في حياة مشايخه. ولما صار رئيس ديوان محكمة التمييز (محكمة النقض) على عهد الشريف فيصل كانوا يدعونه للمشاركة في دراسة القضايا الشرعية، سمعت ذلك من رئيس المحكمة الأستاذ مصباح محرّم ومن بعض الأعضاء فيها كالشيخ سليمان الجوخَدار، الفقيه القانوني الذي كان مفتي الشام قبل الشيخ أبي الخير والذي صار رئيس محكمة التمييز ووزير العدل، ومن القاضي الوزير النصراني يوسف بك الحكيم، ومن القاضي صلاح الدين الخطيب الذي صار -بعدُ- حَمِي (٢) (والد زوجتي)، ومن زميله في عضوية المحكمة الشيخ مسعود الكواكبي عضو المجمع العلمي، ومن عضو المحكمة الشيخ علي عيّاد والد الدكتور كامل عياد.

ولمّا مات وعدنا إلى حارتنا القديمة كان يسكن قريباً منا الشيخ أبو الخير الميداني، وهو صديق أبي وزميله في القراءة على الشيخ سليم المسوتي، الذي كان من كبار المشايخ المعلّمين الصالحين. وهو ألباني الأصل، لم أدركه ولكني أحببته لكثرة ما سمعت من أخباره من أبي ومن شيخنا الميداني، وعن كرمه العجيب الذي يجاوز حد التوسط بين غلّ اليد بخلاً وبسطها كل البسط سفهاً، لا تعمداً منه مخالفة أمر الله، أعوذ بالله أن يتعمد هذا مسلم، ولكنها طبيعة طبعه الله عليها.


= أخذ منه)، وكان أكثر ما يرجع إليه في آخر عمره «المغني» لابن قدامة، وهو أقرب إلى أن يكون كتاباً في الفقه المقارَن، بل هو موسوعة فقهية، وإن يكن معدوداً من كتب الحنابلة (مجاهد).
(٢) حموك من الأسماء الخمسة، فأنت تقول حمي كأنك تقول أبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>