هذا كله؟ كيف اندفع الناس إليه وما كانت الدعاية لهذا الأسبوع كافية؟ لا والله ولا كان ترهيب ولا إكراه، ولو كان إكراه لكان على الأغنياء الذين قصّروا، وقصّروا، وقصّروا ... أعيدها ثلاثاً للتوكيد.
ما كان هذا بفعل بشر ولكنه بدافع إلهيّ.
وأعجب الحوادث كلها (وما أدري أيها أعجب) أن غنياً معروفاً ضنّ إلاّ بالقليل، فقدم ثلاثة آلاف وهو يقدر أن يدفع ثلاثة ملايين، فقام موظف صغير من بين الناس فذهب إلى اللجنة وقال: إن مرتّبي في الشهر مئتان وخمسون ليرة فقط، وهاكم تنازلاً عنه لمدّة سنة، أتنازل عن ثلاثة آلاف هي موردي في العام كله أصبر عنها أنا وأهلي ولو عشنا على الخبز القفار، بشرط أن تردّوا على هذا الغني آلافه الثلاثة وأن ترموا بها في وجهه!
* * *
بيدي الآن قطعة من جريدة قد اصفرّت من القِدَم، أحسبها جريدة «الأيام»، على وجهها قطعة من خطبتي وعلى قفاها بيان من لجنة الأسبوع (وأظن أنه كان من أعضائها الصديق الأستاذ نصوح بابيل) فيه أن حصيلة حفلة الافتتاح مليون وسبعمئة ألف وستمئة وثلاثون ليرة، عدا الحليّ والساعات وأسناد التمليك ومختلف المتاع.