والمناظرة والدليل في ضوء كتاب الله وسنّة رسول الله، فإذا أخطأ واحد مهما جلّ قدره أو علت منزلته (كالشيخ علي الدقر أو الشيخ بدر الدين أو شيخ الأزهر) وكان يعرف الصوابَ واحدٌ مثلي أو أصغر مني، أو يعرفه طفل أو تعرفه امرأة، فإن على مَن عرف الصواب أن يبيّنه وأن يدلّ عليه، وعلى من أخطأ أن يعود إلى الحقّ. ولا شكّ أن عمر أفضل وأعلم بالدين من الشيخ علي الدقر وشيخ الأزهر والشيخ بدر الدين.
وهذا المبدأ الصوفي الذي يمنح الشيخ ما يُشبِه العصمة، ويمنع تلميذه أن يردّ عليه مهما سمع منه ومهما رأى من أعماله المخالفة للدين، هذا المبدأ يخالف الإسلام ويجانب ما كان عليه السلف الصالح والصحابة الكرام. والحُجّة في الإسلام لا تكون إلاّ في واحد من أربعة: الكتاب، والسنة الثابتة الصحيحة، والإجماع، والقياس. فإن كان لدى التجانيين ومن يتبعهم حجّة من هذه الحجج فليأتوا بها. فهل صحّ عن الرسول عليه الصلاة والسلام ما يزعمونه؟ هل نزل به قرآن أو ورد به حديث صحيح، أو هو من الابتداع؟ والابتداع في الدين مردود كله. وهل في الدنيا مسلم واحد يزعم أن صلاة الفاتح تعدل القرآن؟ وهل في الدنيا مسلم واحد يصدّق أن وِرْد التجانية يُدخل قائلَه ووالديه وأزواجه وذريته الجنّة بلا حساب، كما جاء في بعض كتبهم؟
(إلى أن قلت في آخر المقالة):
أما بعد، فإما أن تقرعوا الحجّة بالحجّة وتردوا الدليل بالدليل، وإما أن تتوبوا إلى الله وترجعوا إليه، وإما أن تسكتوا