التجاني، ولأن العلماء الكرام الذين وقّعوا المنشور الأخير قالوا إنها مدسوسة على الشيخ، أي أنها ليست في كتبه ولا في كتب طريقته المعتمَدة، حتى تفضّل الشيخ الشنقيطي فبعث إليّ كتب الطريقة التي يعتمدونها ويستندون إليها، فإذا كل هذا الكلام موجود فيها، وإذا هو من أُسُس طريقتهم. ولم يرتفع صوت واحد بإنكار نسبته إلى شيخهم وادّعاء براءته منه، بل هم معترفون به مُقرّون بما فيه، ولم ينكره ويرتفع بالشيخ عن أن يُنسَب إليه ويدّعِ أنه مدسوس عليه إلاّ هؤلاء العلماء الأجلاّء.
فعمدتُ بعد أن تثبّتُّ منها ووثقت بصحّة نسبتها إلى هذا التجاني، الذي لقّبه الأستاذ الشنقيطي بالتجاني الجاني، ووُفِّق في هذا اللقب لأن من أكبر الجنايات في الإسلام الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولأن أصحّ حديث على الإطلاق هو حديث «من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النّار». هذا فيمن كذب مرة، فما بالكم فيمن كذب عليه عشرين مرة وطبع هذا الكذب ونشره في الناس، ولقّنه تلاميذه حتى اعتقدوه وصدّقوه؟
على أن العجيب ليس هذا التجاني ولا هذه الأقوال السخيفة التي صدرت عنه، ففي الدنيا كثير من السخفاء ومن ذوي الأغراض ومن الأعداء في ثياب الأصدقاء، وفيها كثير من الكفار ومن الزنادقة ومن الذين آثروا اتباع الشيطان على اتباع سبيل الرحمن، ولكن العجيب فيمن يصدّقه ويعظّمه ويحسبه من أئمة الدين ومن علماء المسلمين.