للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ، أدعوه. ما عندي إلاّ هذه الأداة التي لا تُسيل دماً ولا تقتل عدواً ولا تحرق داراً، ولكنها تستطيع أن تصنع ما هو أكبر من ذلك وأعظم خطراً وأكبر نفعاً أو ضرراً، هذا القلم. فجرّدت القلم ودخلت المعركة بكلمة حامية تشتعل حروفها ناراً، فاطّلع عليها بعض إخواننا الناصحين، فرأوا بأنه أنفعُ للناس وأوصلُ إلى الغاية أن أكتبها بغير هذا القلم، فنبذتها وأعدت كتابتها بقلم ليّن سهل، وبعثتها إلى السيد كامل البني فنشرها في هذه الرسالة الخامسة، وجعل لها عنواناً من عنده هو: «الكلمة الحاسمة في الموضوع». قلت فيها:

لم تشغل مسألةٌ من المسائل الجمهورَ في دمشق -على اختلاف طبقاته وأفكاره- كما شغلَته مسألة التجانية هذه، ولم يُجمِع الرأي العامّ الإسلامي على مسألة من المسائل كما أجمع على البراءة من هذه الطريقة، وعلى تكفير مَن يعتقد هذه الأقوال المنسوبة إليها، وعلى لوم طائفة من خيار المسلمين في دمشق أحسنوا الظنّ بأصحابها واقتبسوا بعضاً من أذكارها. والمسلم لا يكلَّف (ولا يجوز أن يكلّف نفسه) إلاّ بما صحّ عن النبي ‘ أنه أمر به أو فعله أو أقرّه. وليس في الإسلام شارع بعد رسول الله لأن الدين قد كمل، وما بعد الكمال إلاّ النقص، وكل بدعة في الدين مردودة على من جاء بها.

لم أقُل في هذه المسألة كلمة واحدة على رغم هذه الضجّة التي قامت لها، ولا يزال دويّها يملأ المجالس والمجامع والأسواق وصداها يتردّد في القرى وفي المدن، لأني لم أتثبّت من صحّة نسبة هذه الأقوال إلى شيخ الطريقة المدعوّ أحمد

<<  <  ج: ص:  >  >>