وهبّ العلماء والمفتون في محافظات سوريا كلها للردّ على هذه الأقوال التي لا شكّ أنها مخالفة للإسلام وأن معتقدها كافر. وجمع السيد كامل البنّي هذه الفتاوى ونشرها في الرسائل التي أشرتُ إليها، والتي كان يطبعها له أهل الخير ويوزّعها في الناس، حتى صارت هذه المسألة شاغلة للناس جميعاً وموضوع أحاديثهم في مجالسهم ولم يبقَ أحد لم يسمع بها، ولكن «الجمعية الغرّاء» بقيَت على حسن رأيها في الطريقة وصاحبها.
لمّا كثرَت الردود والمقالات نشرت الجمعية الغرّاء بياناً قالت فيه إن هذه الأقوال مدسوسة على الشيخ التجاني، قولاً بلا دليل، ولم يقُل مثله أحد من أتباع هذه الطريقة من لدن أولها إلى يوم صدور هذا البيان. وهذا يُشبِه ما ادّعى قوم من أن ما جاء في كتب ابن عربي مدسوس عليه، مع أن الجملة أو الفقرة المدسوسة كالرقعة في الثوب، تُعرف باختلاف قماشها ومنظرها وملمسها. ثم إن أقصى ما يمكن أن يُدَسّ في الكلام جملة أو جمل معدودة أو صفحة، أما أن يكون الكلام كله مؤتلفاً متشابه الأسلوب متماسك الأفكار متّحد الوجهة، ثم يُدّعى أنه دُسّ فيه وأُدخِلَ عليه ما ليس منه، فدعوى يصعب إثباتها.
لمّا قرأتُ هذه الأقوال ووثقت أنها من صلب الطريقة التجانية تمثّلت بالكلمة التي تُنسَب إلى أمير المؤمنين عليبن أبيطالب، ابن عم رسول الله ‘: