المدارس أنشئ في عهد المماليك في مصر وفي الشام، بل وفي دهلي في الهند.
ولقد أقيمت من نحو ستين سنة مدرسة دينية حديثة افتتحَتها إدارة الأوقاف في المدرسة السميساطية الأثرية القائمة عند باب الأموي الشمالي، والتي كانت يوماً دار عمربن عبد العزيز، وجعلوا مديرها العالِم الوجيه الشيخ توفيق الأيوبي، رحمه الله ورحم كل من ذكرت وأذكر من الصالحين. كما كانت دار هشامبن عبد الملك عند المدرسة النورية التي دُفن فيها الملك البطل المجاهد نور الدين زنكي، أما المقرّ الرسمي للخلفاء من بني أمية ففي الدار الخضراء، دار معاوية، وراء جدار القبلة في الجامع الأموي، ولا يزال الباب الذي كان يدخل منه إلى المقصورة ظاهراً أعلاه تسدّه الدكاكين التي أنشئت هناك.
وقد سمعت الآن أنهم أزالوا ما حول الأموي وكشفوه كما كُشف الحرم المكّي والمسجد النبوي، وتلك أمنية كنا نتمناها، وقد سُررت بهذا الخبر إن صحّ.
* * *
أعود إلى حديثي عن الكلية الشرعية، وأقول قبل أن أدخل فيه أن لاسم «الكلية» اليوم معنى محدداً يقابل كلمة «فاكولته» بالفرنسية. ففي كل جامعة كليات، أي مدارس عالية تتبع الجامعة، وفي فرنسا مدارس عالية لا تتبعها، كالمدرسة المركزية للهندسة (إيكول سنترال) ومدرسة بولي تكنيك والمدرسة العسكرية. هذا الاصطلاح لم يكن عاماً في الأيام التي أتحدّث عنها، فلقد كان