«الكاملية» تُدعى أيام العثمانيين بالمدرسة العثمانية، وقد بنى لها بناء حديثاً من ثلاث طبقات في البزوريّة قرب الجامع الأموي، بين دار أسعد باشا العظم (التي تُعَدّ من أكبر الدور الشامية، والتي ملكَتها الحكومة وأقامت فيها متحف الفنون الشعبية، والدارُ نفسها من الفنون الشعبية) وبين الخان العظيم الذي بناه ولا يزال يُنسب إليه، فيقال خان أسعد باشا، وهو أجمل الآثار العثمانية الباقية في دمشق وأعظم الخانات التي كانت منتشرة في بلاد الإسلام، تقوم مقام الفنادق ومقام الأسواق المركزية.
افتتح فيها الشيخ كامل مدرسته الشرعية سنة ١٩٣٧. وقد كنت أعمل يومئذ مدرّساً في العراق كما عرفتم، ثم انتقلتُ إلى بيروت، فلما رجعت إلى الشام درّست عند الشيخ كامل في الكلية التي أنشأها مدّة يسيرة بين العراق وبيروت.
وقد نسيت بعض خبرها، فرجعت إلى أخي الأستاذ الدكتور عبد الحميد الهاشمي (وقد كان من تلاميذها الصغار وهو اليوم من أساتذة الجامعة الكبار) ليُعينني على تذكّر أخبارها، كما رجعت إلى أخي الآخر الشيخ محمد القاسمي الذي كان زميله فيها، لكن بعد أن صارت رسمية تابعة لمديرية الأوقاف العامّة وانتقلت إلى زقاق النقيب، إلى الدار التي كان يُقيم فيها الأمير عبد القادر الجزائري والتي آلت إلى السيد مكي الكتاني، رحمة الله عليهم جميعاً.
والذين كانوا طلاّباً في الكلية الشرعية وكنت أدرّس لهم كبروا وصاروا زملاء لي في التدريس، ثم جازني كثير منهم وفاقني