علماً وفضلاً وسبقني في كثرة المؤلَّفات وطيبها، كالأخوين اللذين ذكرت الهاشمي والقاسمي، والدكتور أديب صالح، والأستاذ أحمد الأحمد، والدكتور وهبة الزحيلي، الذي لا أذكره تماماً لأنه لم يكن في صف من سمّيت ولكن كان -كما أظنّ- بين من هو أصغر منهم من الطلاّب، ثم صار من كبار المؤلّفين في الفقه والباحثين فيه.
لمّا افتتح هذه الكلية دعا جماعة من أجلّ علماء الشام ليدرّسوا فيها، كان منهم الشيخ عبد القادر الإسكندراني، وهو مصري نزل دمشق وأقام فيها، وصار من أهلها ولم يدع لهجته المصرية، وكان جميل الصورة مَهيب الطلعة، بليغ اللسان نيّر الذهن، له مؤلَّفات صغيرة في البلاغة لا تدلّ على فضله.
ومنهم الشيخ محمود العطار، وهو نموذج لعلماء تلك الأيام، وقد كانت قراءته على الشيخ بدر الدين. وهو متمكن من العلوم الإسلامية مطّلع على كتبها عارف بما حوت هذه الكتب، ولكنه لم يكن يجاوزها ولم يكن يبحث في غير ما جاء فيها، ولم يؤتِه الله مع هذا العلم الكثير لساناً بليغاً فلم يكن خطيباً ولا محدّثاً. وكان منهم رجل على الضدّ منه: خطيب طَلق اللسان قوي البيان، يخطب في كل مناسبة خطباً فنّية يشدّ فيها الحروف ويحسن إيقاع الجمل، وليس وراء ذلك علم كثير ولا اطّلاع واسع.
ومنهم الشيخ محمود ياسين، وقد مرّت الإشارة إليه. والشيخ محمود من العلماء المتمكنين الذين يدأبون على العمل. ومنهم أستاذ لا يزال حياً، وقد قارب المئة مدّ الله في عمره، هو الأستاذ