للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درويش القصّاص، أقدم مدرّس للرياضيات (الحساب والهندسة) في دمشق، وكانت له براعة عجيبة في الإفهام، فهو يُدخِل العلم في الأدمغة التي يُظَنّ أنها أُغلقَت أبوابها وسُدّت مسالكها دون العلم فلا يدخلها. وقد خبّرني الدكتور عبد الحميد الهاشمي أنه هو الذي دفعه إلى الإعداد لشهادة الكفاية (الكفاءة) ثم الشهادة الثانوية، ثم وفّقه الله حتى أكمل الدراسة العالية ونال الدكتوراة. فهو، أي الهاشمي، من الذين جمعوا بين الدراسة الشرعية والدراسة الحديثة.

وكان المراقب الذي يُشرف على الطلاب، على إدخالهم وإخراجهم وصفّهم ويتولّى شؤونهم هو الشيخ رضا الحلو. وهو رجل له في تاريخ الرياضة في الشام ذِكر، ذلك أنه كان من تلاميذ البطل القديم صائب بك العظم (الذي مرّ ذكره)، وكان يوماً بطل العالَم في المصارعة الحرّة، وخبّرني أخي ورفيقي محمود البحرة رحمه الله أن الشيخ رضا كان يمتلك جسماً يُعَدّ في مقاييس كمال الأجسام نادراً. بلغ الثمانين وهو مستمرّ على التدرُّب وعلى التمرين، لم يُثِنه الكبر عنها ولم يَقِفْه دونها.

ثم انتقلَت الكلية إلى الإدارة العامة للأوقاف، ولم تكن قد صارت وزارة، فغدت كلية رسمية فيها خمسة صفوف، كما كانت أختها في حلب (المدرسة الخسروية)، وأنشأت الأوقاف في كل من حمص وحماة مدرسة شرعية فيها ثلاثة صفوف (أي أنها من ثلاث سنوات). ولا بد لي إن شاء الله من عودة للكلام عن الكلية وأهلها.

وربما جاء الخير مما يبدو لك أنه شر. فهذا الخلاف الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>