للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهبنا (أنا والأستاذ نهاد القاسم) إلى وزارة العدل، وكان الوزير يومئذ خشبة باشا، فسألنا عن غرفته فأخذونا إلى مدير مكتبه، ومدير مكتبه استأذن لنا عليه. وكان معنا كتاب رسمي موجَّه إليه من وزير العدل في سوريا تاريخه ٢١ جمادى الآخرة ١٣٦٦ (١١/ ٥/١٩٤٧) فحملناه إليه ودخلنا عليه، فهشّ لنا وبشّ في وجوهنا وأحسن استقبالنا، وتهيّأتُ أكلّمه فيما جئنا من أجله فلم يدعْني أتكلّم، بل فاجأني بسؤال ما كنت أقدّر أو أتخيّل أنه سيسألني عنه، قال: الشيخ أبو الخير الفرّا هل تعرفه؟ قلت: نعم، وقد كان جارنا وقد تُوُفّي رحمه الله من عهد قريب. قال: ألا تزال داره آخرَ دار في حيّ المهاجرين تُشرِف على دمشق وغوطتيها؟ قلت: نعم، ولكنها لم تعُد آخر دار، لقد أُنشئَ حيّ كامل إلى الغرب منها حتى بلغ فم الوادي المفضي إلى دمر وصعد فوقها حتى وصل إلى الصخرات الكبار في قمة الجبل.

فسكت متعجباً، فقلت له: تسمح لي ياسيدي أن أسأل معاليك، من أين تعرفه؟ فقص علينا قصّة عجيبة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>