للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجرِبة كيميائية فحسب ما رأى سحراً، على حين تُجرى أمثال هذه التجرِبة اليوم في المدارس الثانوية والمتوسطة ولا يعجب التلاميذ منها لأنهم عرفوا حقيقة أمرها.

وما السحر؟ أصل معنى السحر في لغة العرب: الشيء الغريب الخفيّ الذي لا تعرف سببه. فإن عُرف السبب بطل العجب.

ونحن قد عرفنا اليوم من علوم القوم مثل ما يعرفون، وكانت مصر هي السابقة إلى هذا. قلت في محاضرة ألقيتها في الرياض في الندوة العالمية للشباب المسلم سنة ١٣٧٣هـ (وهي محاضرة أعددتُ -على عادتي- أفكارها ولكني لم أكتبها، فسجّلوها جزاهم الله خيراً وكتبوها) وكان مما قلت فيها ...

عفوكم ياأيها القراء، لم أجد المحاضرة تحت يدي لأنقل منها الفقرة التي أتحدّث عنها، والبحث عنها بين أوراقي مثل الأشغال الشاقّة التي يُحكَم بها على عُتاة المجرمين، فأعفوني من نقلها واكتفوا بخلاصتها، فإن خلاصتها في ذهني ولكن نصّها بعيد الآن عن عيني (١).

قلت إننا كنا في الشام في شبه عزلة عن مناطق الحضارة الحديثة في أوربا وأميركا واليابان، أقمنا حولنا جداراً حبسنا أنفسنا فيه فلا نرى ولا نحب أن نرى ما وراءه، ولكن كنا نسمع عنه، تصل إلينا أطراف من أخباره وطرف من صناعاته وآثاره. وكان


(١) المحاضرة منشورة بكاملها في آخر كتاب «فصول إسلامية» في طبعته الجديدة التي أصدرتها دار المنارة، وهي بعنوان «موقفنا من الحضارة الغربية»، وقد نشرتها دار المنارة في رسالة مستقلّة أيضاً (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>