للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنتي التي قتلها المجرمون في بيتها في آخن غدراً وغيلة، وفي الأخرى مختارات لها طبعوها طبعاً أنيقاً. والمطبوعة الثانية فيها بعض ما يصنع المركز الإسلامي في ألمانيا، في المدينة التي يسمّيها الألمان «آخِنْ» ويدعوها الفرنسيون «إكْس لاشابيل»، والتي كانت يوماً عاصمة شارلمان لمّا كان يحكم غربي أوربا، وفيها قصره وفيها آثاره.

انتزعتني هذه المطبوعات مما كنت فيه وحملتني حملاً إلى سنة ١٩٧٠، لمّا ذهبتُ إلى تلك البلدة وجلت في البلاد من حولها: في مدن ألمانيا وبلجيكا وهولندا، يأخذونني إلى مجتمعات الشباب فأحدّثهم على قلّة علمي، وأحاضرهم وأجيب على أسئلتهم بمقدار ما يفتح الله عليّ من الجواب.

وهذا المركز يعمل على نشر الإسلام عملاً عظيماً، إن لم يهتمّ به الناس فأرجو الله أن يجزيهم عليه الثواب. عندهم ندوة شهرية في يومَي السبت والأحد من آخر كل شهر يحضرها نحو ألف من الرجال والنساء والطلاّب والعمال، يأتون إليها من أطراف البلاد، ومنهم من يقطع حتى يحضرها ثلاثمئة أو أربعمئة كيل (كيلومتر). وعندهم درس يوميّ للقرآن بعد صلاة الظهر، ودرس أسبوعيّ للفقه، وجلسة ثقافية يوم الجمعة يحضرها الرجال والنساء منفصلين كما يوجب الشرع. ثم إنهم يهتمّون بالأطفال فيدرّسونهم اللغة العربية لئلاّ ينسوها إذ يقيمون في بلد لا يسمعون فيه من يتكلم بها، والقرآن الكريم والثقافة الإسلامية، وعندهم اليوم ١٨٥ طفلاً تركياً و٣٥ طفلاً يوغسلافياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>