ثم إن لهذا المركز نشاطات اجتماعية، فهم يُعِدّون في رمضان مائدة إفطار مشتركة ثم يشتركون بعدها في إقامة الصلاة: العشاءَين والتراويح. ولقد أدركت رمضان مرة عندهم فوجدت جواً روحانياً لا أكاد أجد مثله اليوم في بلد من بلاد المسلمين (إلاّ المملكة فرمضان فيها ما له نظير) وكل من يحضره من الشبّان ومن الشابّات، والشاب الذي ينشأ في طاعة الله أحدُ الذين يظلّهم الله بظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه. ثم إن هذا المركز يعقد عقود الزواج، ويقيم حفلات التخرّج لشباب المسلمين، ويشارك في كثير من الجمعيات الإسلامية، وله كما علمت لقاءات منظَّمة في أوربا. وفي أوربا اليوم من المسلمين ما يزيد على ستة عشر مليوناً، إن لم يتدارك المسلمون فيها أولادَهم خسروهم وأضاعوهم، لذلك عزم المركز على توسعة بنائه توسعة تزيد أضعافاً على ما هو عليه الآن، وأن تكون فيه مدرسة للبنين ومدرسة للبنات، وأسأل الله أن يُلهِم القادرين مساعدتهم على ذلك.
وأنا قد زرت أكثر البلاد الإسلامية، فما وجدت أزمة بخل ولكن وجدت أزمة ثقة. لقد كثر المدّعون الذين يجمعون الأموال لمشروعات إسلامية وهمية حتى ضاعت ثقة المسلمين بهم وبغيرهم. والقائمون على هذا المركز أعرفهم، ولا أشهد إن شاء الله زوراً إن قلت إنهم أمناء يضعون الأموال في مواضعها، ولست أقول هذا دعاية لأشخاص بأعيانهم فليس الذي يهمّني العاملون وإنما يهمّني العمل، وهذا العمل إن شاء الله عمل إسلاميّ ضروري ونافع.