ويكلّمهم بلسانهم. لا أعني أن يُحسِن الإنكليزية أو الفرنسية فقد صار من العرب كثيرٌ ينطقها كأهلها، ولكن أريد من يعرف السبيل إلى إقناعهم والوصول إلى قلوبهم.
إن إدخال هؤلاء إلى الإسلام أهون من أن تردّ إليه مَن نشأ مسلماً في أسرة مسلمة ثم امتلأ قلبه بمذهب إلحاديّ أو انتحل نِحلة مكفّرة، أخلص لها ومشى معها وصار من أهلها. مثل دعوة هؤلاء كمن يشتري الدار القديمة ليقيم في مكانها بناءً جديداً، فهو يحتاج إلى هدمها ونقل أنقاضها وإخلاء أرضها، والأوّلون (أي أكثر شباب أوربا) كمَن يجد الأرض خالية، لا يُحوِجه البناء عليها إلاّ إلى شقّها وإرساء الأساس فيها ثم إقامة الدعائم على هذا الأساس.
قلوب أكثر الشبان والشابات في أوربا (أو من عرفت منهم) خالية ليست فيها عقيدة دينية راسخة، فالنصرانية بارت في أوربا سوقُها والكنائس خلَت أو كادت من أهلها (والذين يرتادونها إنما يدخلونها بأجسادهم وقلوبُهم وراء أبوابها) على ما أحدثوا فيها من الوسائل الجديدة التي يُغرون بها الناشئة للدخول إليها، وأكثر هذه الوسائل لا يرضى الدين بها. وقد رأيت كنائس تخلّى عنها أصحابها. ولا تغترّوا بنشاطهم بما يسمّونه التبشير، والذي نبّهت من قديم إلى ما في اسمه هذا من تزوير وأنه ليس تبشيراً ولكنه التكفير والتنصير، إلاّ أن يكون من أسماء الأضداد كتسمية المَهْلَكة بالمفازة والأعمى بالبصير.
ليس بين الناشئة في تلك الديار وبين اتّباع الحقّ الذي هو