قافلة عربية في جنوبي الجزائر فوصف أهلها بأنهم جنّ على هيئة بني آدم، كلهم يركب رأسه ويمشي على هواه، لا يخضع أحد لأحد، ثم رأى منهم -كما يقول هو- شيئاً عجباً؛ قام رجل يتحرّك فيتحرّكون معه، يرفع رأسه فيرفعون رؤوسهم ويخفضه وينزل به إلى الأرض فينزلون رؤوسهم جميعاً إلى الأرض، فتعجّب مما رأى، ما درى أن هذه الصفوف التي وقفت منتظمة وراء الإمام تتحرك بحركته هي التي مشت وراء القائد ففتحت للحقّ وللإسلام بلاد الأرض، وهي التي أقامت الدولة العظيمة والحضارة البارعة (١).
* * *
ودنا موعد المؤتمر الذي دعانا اتحاد الشباب المسلم في أوربا إلى حضوره وأخذوا يستعدّون له، لأنه الحدث الأهمّ في أعمال المركز الإسلامي هناك، يأتيه الشباب من أرجاء أوربا وتُبحث فيه المسائل التي تهمّهم وتُلقى فيه المحاضرات التي تنفعهم، يَدعون إليه كل سنة أحدَ الأساتذة من الدعاة، وتُلقى فيه أسئلة وتُطبع فيه الأجوبة، فتكون مناقشات ومناظرات، والذي يدبّر ذلك كله ويديره هو الأستاذ عصام العطار. وكانوا يختارون له كل سنة مدينة، وكانت المدينة المختارة سنة ١٩٧٠ هي كيسن. وحضرت مثله مرة ثانية سنة ١٩٧٦ وكان في مدينة دوسلدورْف.
ومن عادتهم أنهم ينزلون في بيت من بيوت الشباب، وهي
(١) انظر مقالة «حي على الصلاة» في كتاب «نور وهداية» الذي أوشك أن يصدر بإذن الله (مجاهد).