إن كل هؤلاء الذين أراهم حولي من أهلي ومن ذرّيتي شهدت ميلادهم ورأيت نموهم، وما أحدٌ رأى مولدي. لم يبقَ إلاّ واحد في الشام مدّ الله في عمره هو ابن خالة أمي، ووالدُ صهري زوج بنتي هو الشيخ مراد الطباع، وحماتي (هي السيدة عائشة بنت المحدّث الأكبر شيخ الشام الشيخ بدر الدين الحَسَني) التي كانت عائشة إلى ما قبل قليل ثم استأثر الله بها فتوفّاها عن خمسة وتسعين عاماً.
لم يبقَ أحدٌ ممن عرفني وأنا صغير، مضوا جميعاً وأنا ماضٍ على أثرهم، والذين يكتبون عني يُثنون عليّ والذين يحبّونني ويريدون أن يحسنوا إليّ ما عدت أريد منهم إلاّ دعوة صالحة بأن أبقى ماشياً على رجلَيّ لا أقعد ولا أحتاج إلى أحد، ثم أنال من الله بكرمه ورحمته -لا بعملي- حسنَ الخاتمة، وأن يُحسِن خلافتي في أهلي وذريتي. هذا ما أطلبه لنفسي، أما ما أطلبه للناس فأن يعيدهم الله إلى الإسلام وأن يعيد إليهم عزّ الإسلام. أما أنت ياأيها الأستاذ الكريم ياأبا الخير، فجزاك الله خيراً.