للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلوبهم المحبةُ في الله، إن تنافس لِداتهم وأترابهم على اللذائذ تنافسوا هم على الطاعات، وإن تزاحموا على الكسب والأخذ كان تزاحمهم على البذل والعطاء. أعترف أني استفدت منهم ورأيت نفسي صغيراً أمامهم، وأكبرهم في سنّ أولادي، ومنهم أوربّيون دخلوا في الإسلام من جديد، ولا عجب، فإنكم تقرؤون في القرآن عن سَحَرة فرعون الذين دخلوا المباراة مع موسى وهمّهم إرضاء فرعون، يقولون: إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين؟ فلم تمضِ إلاّ دقائق معدودات حتى آمنوا هذا الإيمان العجيب لمّا رأوا ما بين سحرهم الذي جاؤوا به وبين المعجزة التي أظهرها الله على يد موسى، في دقائق معدودات آمنوا إيماناً أتمنى -ولي عشرون جداً في الإسلام- أن أكون فيه مثلهم: هدّدهم فرعون بكل عظيمة، بأن يقطع أيديهم وأرجلهم وأن يصلبهم في جذوع النخل، فما خافوا ولا جزعوا ورأوا هذه الدنيا بآلامها ولذائذها صغيرة إلى جنب الآخرة بنعيمها الباقي، فقالوا له: افعل ما تشاء، اقضِ ما أنت قاضٍ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.

* * *

وكان منهم شباب وبنات، ولكن طبيعة الحياة هناك جعلت كل بنت تأتي مع زوجها أو أخيها، فلا تجيء من غير محرم لها. وكان بينهم فتاة ألمانية دخلت في الإسلام حديثاً، طلبوا أن يُسمح لها بالكلام لتخبر عن قصة دخولها في الإسلام، فكانت خلاصة قصتها أنها وحيدة أمها وأنه قد مات أبوها ولم يدع لهما شيئاً، فكانتا تؤجّران غرفة من الدار للطلاب تعيشان من أجرتها، وآخن تكاد تكون بلدة الجامعة التي امتازت من جامعات ألمانيا بالهندسة

<<  <  ج: ص:  >  >>