في إحدى المجلات خبراً قصصته وحفظته، أن القائمين على المدارس المختلطة والجامعات يعلّمون الطالبات فيما يعلّمونهن كيف يتجنّبن الحبل وكيف يتخلصن منه إن وقع! أي أنهم يُبيحون السِّفاح أو يصنعون شيئاً هو قريب من ذلك، فينزلون بالبشر إلى رتبة البهائم. ثم يأتي منا من يريد أن يسلك ببناتنا هذا المسلك، فيحاربون الحجاب ويرغّبون في التكشّف ويحبّذون الاختلاط، ينفذون فينا أول مادة من قانون إبليس، أي التكشّف والسفور والحسور:{يَنْزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْءاتِهما}. أليست هذه هي المادة الأولى في قانون إمامهم وقائدهم إلى جهنم إبليس؟
عمّ الاختلاط المدارس كلها حتى الثانوية منها، ومما أحمد الله عليه أنها بقيت في ألمانيا -لمّا كانت حفيدتي تدرس فيها- ثانوية واحدة تقوم عليها مربية قديمة في العمل كبيرة في السنّ، أصرّت على أن تبقى مدرستها للبنات وحدهن، فدرست حفيدتي فيها، حتى إذا ماتت هذه المديرة وتخرجت الحفيدة رجعت هذه المدرسة إلى ما عليه مثيلاتها من الاختلاط بين الشبان والبنات.
وصلنا الجامعةَ فلم نجد فيها إلاّ قليلاً من الطلاب. وكان الموعد في ساعة محدّدة رتّبت أمري على أن أجالسهم فيها ثم أسرع إلى اللحاق بجماعتي، وأنا يؤذيني ويضايقني إخلاف الموعد أو تأخيره، وغضبت لأنهم غيّروا طريقي وقطعوني عن أصحابي ثم لم يُحكِموا أمرهم ولم يضبطوا مواعيدهم. وانتظرت حيناً فجاء الطلاب وامتلأ المكان، وكان مجلساً مبارَكاً مفيداً إن شاء الله، وُجّهت فيه أسئلة وأثيرت فيه مسائل، والفضل في نجاحه لله أولاً ثم للدكتور حبيب زين العابدين ولزوجته المرأة