للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسهلاً، وثقوا أن هذه الاستطرادات ربما كانت أنفع لي ولكم من مجرد سرد الوقائع.

* * *

أعود الآن إلى حديث الرحلة، أعود إلى آخن.

وآخن على حدود دول ثلاث، تنتقل من واحدة إلى أخرى في ربع ساعة فقط تمشيها على رجليك، فإن توجهت تلقاء بلجيكا كانت أول مدينة كبيرة تلقاك هي لييج، وإن أممت هولندا مررت بمدينة أندهوف، ثم ببلدة قد تتساءلون إن سمعتم اسمها: ما الذي نقلها إلى هولندا ونحن نعرفها في نَجْد هنا عندنا؟ وأين هولندا من نجد؟ هي بريدة (Breda)! ثم يتفرع الطريق فرعين، الأيمن إلى أوتراخت ثم أمستردام، والأيسر إلى روتردام، ثم إلى لاهاي التي يدعونها هم دينهاغ (Denhaag).

وقد ذهبنا إلى هولندا مرتين اثنتين، ولا أستطيع أن أقول إنني زرتها ولكن مشيت في طرقها ودخلت مدنها وألقيت نظرة شاملة عليها، فإن تكلمت عنها فإنما أصف ما رأيت، وما رأيت منها إلاّ أقل من القليل. وجدتها كالبندقية (فينيسيا) في إيطاليا التي ما رأيتها، ولكن رأيت بندقية العرب وهي البصرة. وأمستردام مثلهما في كثرة أنهارها أو أقنيتها، فشارع وقناة: إن شئت ركبت السيارة فيه أو الزورق أو السفينة فيها. ورأيت محطتها الفخمة، وكانوا يعتنون بعمارة المحطات أيام عزّ القطارات.

ومحطة الحجاز في دمشق نموذج رائع في حسن العمران

<<  <  ج: ص:  >  >>