للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسلام -وهو إمام المتقين وأعبد العابدين- نام، ومن زعم أنه يعلم طريقاً أرضى لله مما شرع رسول الله ‘، وما صنع هو الأسوة والقدوة، فليعلم أنه على خطر عظيم) هذا نال درجة جيد جداً.

ومن قرأ حجّة الرسول عليه الصلاة والسلام التي ما حجّ غيرها (وصِفَتُها في كتب الحديث، وقد أفردها محدّث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني في كتاب مطبوع) ففهمها وصنع كل ما صنع رسول الله ‘ مقتدياً به متبعاً له، فهذا نال درجة ممتاز.

* * *

كان ركب الحج الشامي أشبهَ بجيش، إذا مشى سدّ عرض الفلاة وإن نزل قامت لنزوله مدينة، فكان كما قال ابن هانئ: «إذا حلَّ في أرضٍ بناها مدائنا». وابن هانئ شاعر بليغ كانوا يسمّونه «متنبي المغرب»، ولكنه زائغ العقيدة فاسد الدين. وقصيدته هذه العينية من روائع الشعر الوصفي، ومثلها، بل أبلغ منها أسلوباً وأعلى في البلاغة طبقة، قصيدة بشار التي يقول فيها:

فراحوا: فريقٌ في الإسارِ ومثلُهُ ... قتيلٌ ومِثْلٌ لاذَ بالبحرِ هاربُهْ

ولمّا كنا ندرس الأدب الفرنسي وجدت في مسرحية «السيد» (Le Cid) لكبير الأدباء الفرنسيين في عصره كورناي، بيتاً يكاد يكون ترجمة حرفية لمعاني بيت بشار. والثالثة ميمية المتنبي في وصف الجيش التي يقول فيها:

خَميسٌ بشرقِ الأرضِ والغربِ زحفُهُ ... وفي أُذُنِ الجَوْزاءِ منهُ زَمازِمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>