للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَجمّعَ فيهِ كلُّ لِسنٍ وأمّةٍ ... فما يُفهِمُ الحُدّاثَ إلاّ التّراجمُ

وميزته أنه حقّ، وأن جيش سيف الدولة وإن كانت جمهرته من العرب فإن فيه كثيراً من غيرهم يتكلمون بألسنهم (اللسان بمعنى العضو جمعه ألسنة، واللسان بمعنى اللغة جمعه ألسن).

أما مواكب الحجّ قديماً فإن أحسن مَن وصفها عبد القادر الأنصاري الجزيري في كتابه «دُرَر الفوائد المنظمة» الذي طبعه محب الدين الخطيب في «السلفية» بطلب من الشيخ محمد نصيف رحم الله الاثنين، وهو الذي وقع على نسخته واشترك في تصحيحها صديقنا الأستاذ محمد سعيد العامودي، فاقرؤوا هذا الوصف في الصفحة ٩٥ منه. ومن هذا الكتاب عرفت أن «المَحْمِل» كان موجوداً في مطلع القرن الثامن الهجري، أي من ستمئة سنة، ولم أجد إلى الآن نصاً أعرف منه منشأ هذه البدعة ومتى وكيف كانت وما سببها، والذين يقولون إن أصله هودج شجرة الدرّ لا يأتون على قولهم بدليل، فمن كان عنده علم من ذلك فليُعلِمني.

والمحمل شبه هرم كانوا يغطّونه بالديباج الأخضر، أي المخمل منقوشاً عليه آيات من القرآن، ويعظمونه ولا يذكرونه مرة إلاّ قالوا «المحمل الشريف»، وكان لوداعه في دمشق وفي القاهرة مشهد عظيم، وكان بعض العامّة من الجَهَلة يتبرّكون بالجمل الذي يحمله ويُلبِسونه عادة مثل الثوب من الجلود ومن القماش الملوَّن. ولقد شهدت آخر موكب حُجّاج خرج من دمشق مع المحمل وأنا

<<  <  ج: ص:  >  >>