للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغتها أولاً، فقد قلت إنه لا يفهمها إلاّ الشامي، لا بل إن الشامي اليوم لا يكاد يفهمها لأنها بعامية الشام قبل خمسين سنة. ثم إنها ممتلئة بأسماء رجال لا يعرفهم اليوم أحد منهم من ذمّ فعاله، فإذا أعلنت الذمّ آذيت ذريته وآله.

لذلك ألخّص منها ما يناسب المقام، مترجَماً إلى لغتي مكتوباً بأسلوبي.

* * *

يذكر -رحمه الله- زيارة كراين الأميركي الذي حضر للوقوف على رغبات السوريين (أو لتقصّي الحقائق على التعبير الجديد)، وكان الحزب الوحيد هو «حزب الشعب» فاجتمع برجاله وبغيرهم من الزعماء، اجتمع بالدكتور عبد الرحمن شهبندر والأستاذ حسن الحكيم (الذي لا يزال حياً وقد قارب المئة، قوّاه الله وجنبه الأمراض) وزكي الخطيب وسعيد حيدر. وهؤلاء الأربعة من أنظف الوطنيين يداً وأقومهم سبيلاً، وحدثت أحداث كانت عاقبتها أن نفى الفرنسيون هؤلاء جميعاً وكثيراً من غيرهم إلى جزيرة أَرْواد، مقابل الساحل السوري، فحبسوهم فيها.

وكان ذلك في السنة الأولى لدخول الفرنسيين، والمظاهرات التي قامت نتيجة ذلك هي أول المظاهرات في عهد الانتداب، وقد كنت نسيتها لما تكلمت عن تظاهرة الناس يوم زيارة بلفور.

ويقول -رحمه الله- إن نفيهم كان يوم الأربعاء، وكانت الأحداث كلها والتظاهرات تبدأ من الجامع الأموي بعد صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>