للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم كانت لهم مزايا الفرسان، يُنجِدون الضعيف ويمنعون الظلم ويحمون أعراض النساء، ثم خَلَف من بعدهم خَلْف ليسوا مثلهم، ولا أحب الآن الكلام عنهم.

* * *

عاد الشيخ وصاحباه من رحلة الشمال، وكان قد اقترب يوم المولد. وكان أهل الشام (كغيرهم في أكثر البلاد) يجتمعون لقراءة قصة المولد وتوزيع قراطيس السكر الملبّس. ولا أعرض للمسألة التي شغلوا بها الآن الأذهانَ وجعلوها قضية الإسلام الأولى، وهي حكم الاحتفال بالمولد، فأنا أدوّن ها هنا تاريخاً لا أصدر فتاوى، وإن كنت قلت وكتبت من أيام شبابي منبّهاً إلى أن هذه الموالد التي يقرؤونها أكثرها فيه ما لا تصحّ نسبته إلى رسول الله عليه صلاة الله (١).

فجدّ جديدٌ تلك السنة؛ هو أن الاحتفال بالمولد تحوّل من اجتماع على قراءة قصة المولد وإنشاد الأناشيد وأكل السكاكر، إلى مهرجان وطنيّ شعبي، إلى مباراة بين أحياء دمشق في نصب أقواس النصر وتغطيتها بفروع شجر الغوطة، وتزيينها بالورد والزهر وصور عنتر وأبي زيد الهلالي وأبطال القصص الشعبية، ورفع الأعلام عليها واللوحات الداعية إلى النضال التي تمجد


(١) لمعرفة رأي الشيخ رحمه الله في هذه المسألة يمكن مراجعة مقدمة كتاب «سيد رجال التاريخ محمد ‘» ومقالة «محمد رسول الله» في ذلك الكتاب. وتجدون تفصيلاً للموضوع أيضاً في الحلقة الثالثة والثلاثين من هذه الذكريات (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>