للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قفوا (١) الحرب في لبنان بين أهل النصرانية وأهل الإسلام، وكفّوا أيدي المنصّرين الذين يتسمّون بالمبشّرين، ثم لا تسوّونا بهم، فنحن المسلمين نؤمن برسالة موسى وعيسى ومحمد، ولكن عليكم بمن يؤمن ببعض ويكفر ببعض.

ثم إن علينا أن نَقِي ديننا من أن يخوض فيه الجاهلون وأن يتكلم فيه مَن ليس من أهله، وأن يأتي الخواجة حنا مالك فيفسّر لنا قرآننا ويعلّمنا ما لم يعلمه علماؤنا وأئمتنا ويأتينا بشيء يخالف ديننا، ويتهمنا بأننا المفرّقون، وهو وأمثاله الذين يفرّقون هذه الأمة ويجعلونها شيعاً وأحزاباً ويدعون إلى عصبية دينية. أما نحن فقد أثبتت تجارِب أربعة عشر قرناً أننا عشنا مع النصارى، بل لقد عشنا مع اليهود، وأعطيناهم أكثر مما هو لهم، ولم نظلم أحداً منهم ولم نعاون عدواً عليهم، وإن كان منهم من أعان علينا كلَّ عدوّ دخل بلادنا.

* * *

هذا والموضوع -كما قلتُ- خطير يتحاشاه الناس ويبتعدون عن الكلام فيه، مع أن خوفنا منه كخوف بنتي الصغيرة من ظلام الحديقة في الليل، يُزيله أن تُوقِد عودَ كبريت أو تُشعِل شمعة أو تضيء كشّافاً منوِّراً فترى، وأن الخوف من هذا الموضوع وَهْم في وهم، والله تعالى قد أدّبنا فبيّن لنا أن لا نُوادَّ من حادّ اللهَ ورسولَه ولو كانوا آباءنا أو أبناءنا أو إخوتنا أو عشيرتنا، وسمح لنا بأن نعاشر بالحسنى من لم يعادِنا في ديننا ولم يُخرِجنا من ديارنا:


(١) وقف تتعدّى بنفسها فلا يُقال: أوقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>