شعبة الأدب في الصفّ العاشر من مكتب عنبر وأكملت مسيرتي في طريق الدراسة، والفضل لله أولاً وأخيراً ثم لهذا الأستاذ رحمه الله (١).
وأسرة الطيّبي في دمشق كأسرة الكواكبي في حلب، من الأسر العلمية. وكان أبوه عالِماً عُرف بأنه مرجع في الفرائض والمواريث. ومن عجائب أمر الأب أنه تزوج بعدما جاوز الثمانين من عمره ووُلد له ولد كان بينه وبين أخيه الأستاذ محمد علي أكثر من ثمانين سنة! وممن أعرفه تزوّج على كبر وأنجب الشيخ علي ظبيان، وهو والد الأستاذ نديم الذي ذكرته عند الحديث عن بروكسل والأستاذ الصحافي الأديب تيسير رحمه الله الذي تكلمت عنه من قبل.
وممن كان كاتباً في الديوان الأستاذ عارف الحمزاوي الذي صار الأمين العامّ لوزارة العدل، أي وكيل الوزارة. وأسرة الحمزاوي (أو آل حمزة) من أقدم الأسر الشامية، ومنهم المفتي الشيخ محمود حمزة أو الحمزاوي، أشهر المفتين في الشام في القرن الماضي.
(١) مرّ خبر هذه الواقعة في الحلقة الثالثة والعشرين، في أواخرها، وفيها: "فرأيت الأستاذ محمد علي الطيبي، فرحّب بي وساءلني، فلما عرف أني تركت المدرسة عجب وقال: ومن الذي أشار عليك بهذا؟ قلت: عمّي الشيخ عبد الوهاب. فقال: الله يفرّج عنا وعنه! لقد نبّهَتني هذه الكلمة كما يتنبّه المنحرف عن الطريق إذا سمع من يسأله عن مسيره وعلمت أني غلطت، فهل يمكن أن أصلح الغلط؟ " إلى آخر القصة (مجاهد).