للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمّا خيّروني حيّروني وأزعجوني، فلما تركت الأمر لله وجاء النقل بلا طلب مني ولا علم سابق به قبلت ما جاء من عند الله ورضيت به.

ورأيت أنه قد انقضت أيامي في المحكمة. وكل ما في الدنيا إلى انقضاء، الدنيا محطةٌ نحطّ فيها ثم نتحمل راحلين عنها. وأخذت أجمع أوراقي وأستعدّ للرحيل، فوجدت أوراقاً كل واحدة منها لها قصة، منها ما أذكر الآن قصته كاملة ومنها ما مُحي بعضها من ذهني وبقي بعضها (كأنقاض المنازل التي أراها من غرفتي وأتكلم الآن عنها) ومنها ما نسيت قصته ومُحي من ذهني ولم يبقَ إلاّ الورقة التي وجدتها.

هذه ورقة فيها كتاب رسمي من وزارة العدل رقم ٣٣٩٣ تاريخه ٥/ ٥/١٣٦٥ (٦/ ٤/١٩٤٦) يقرّر فيها الوزير تأليف لجنة من السادة القضاة راسم الأخرس وصبحي الصباغ وعلي الطنطاوي "لبحث مشروع القانون المعروض على مجلس الوزراء لتأليف مجالس الأوقاف الإسلامية وتحديد سلطاتها" وفي ذيل الكتاب ملحَق بأن "الاجتماع غداً الساعة التاسعة بالوزارة".

فماذا كان في هذا الاجتماع؟ وماذا صنعت به؟ وما الذي عملَته اللجنة؟ وهل اقتصرَت على هذا الاجتماع فكان جلسة واحدة، أم توالت الجلسات وتعاقبت الاجتماعات؟ صدّقوني إن قلت لكم إنه ليس في ذهني عن ذلك شيء.

وهذا كتاب آخر من وزير العدل تاريخه ١٧/ ١/١٩٤٩ فيه القرار الوزاري رقم ٦٧٤ ونصّه: "وزير العدل: بناء على المرسوم

<<  <  ج: ص:  >  >>