وإذا الظّلامُ عتا تبلّجَ فجرُهُ ... ظُلمُ الحوادثِ مَطلَعُ الأنوارِ
فلا تيأسي إنْ دُمّرتِ، فإنّ ما هُدِم يُبنى وما ذهب يُعوَّض:
ما دمّروكِ هُمُ ولكنْ دمّروا ... ما كانَ فيكِ لهُمْ من استعمارِ
* * *
لقد رأيت في هذا القرن الذي عشت ثلاثة أرباعه مواقف كانت أسواقاً للشعر وميادين سباق للبلغاء، لا يبقى شاعر لا ينظم فيها قصيدة فتكون معارض للبيان. يوم مات سعد مثلاً، ويوم بويع شوقي بإمارة الشعر، ويوم مات شاعرا العربية شوقي وحافظ ... ومِن هذه المواسم الأدبية الثورة السورية.
لقد عرضت هذه المختارات من قصيدتَي شوقي والزركلي لأني ألقيتهما وحفظتهما، وعندي (في ذهني وتحت يدي) قصائد أُخَر مِمّا قيل في الثورة، أكثرها ضاع ولم يبقَ مِمّن يحفظه إلاّ القليل. فهل ترون أن أجعل حلقة أخرى من هذه الذكريات للإشارة إليها وإيراد مختارات منها؟