وضع مخطَّط بلاد فارس وقرأ أسماءها لم يجد بلداً إلاّ ومنه علماء وأدباء كثير ملأت أسماؤهم كتبَنا واستقرّت في أذهاننا: التبريزي والشيرازي والقَزويني والجُرْجاني والهَمَذاني والرّازي (نسبة إلى الري، وهي قرب طهران) والطّبَري (نسبة إلى طبرستان، أما النسبة إلى طبريّا فطَبَراني) والشَّهْرسْتاني والنّيْسابوري والإسفراييني، ومَن لست أُحصيهم عداً، ومن هؤلاء كثير من العرب الخُلّص. وحسبكم بمؤلف «الأغاني» الذي يُدعى الأصفهاني، وهو أموي مرواني صريح النسب من خلاصة العرب. ولقد جمعتُ أسماء هؤلاء لأضعها في كتاب، ثم علمت أن أحد الأدباء قديماً ألّف كتاباً في العرب الذين لُقّبوا بألقاب العجم، ولم أرَ الكتاب ولم أعرف مؤلّفه، فمن كان عنده علم به فليتفضل وليخبرني.
وكنت أحسب أن «النَّدْوي» لقَب أسرة يجمع بين أفرادها النسب، وكنت أسأل: ما قرابة السيد سليمان الندوي (الذي كان من أعاظم من كتب في السيرة) والسيد مسعود الندوي (محرّر مجلة «الضياء»، إحدى المجلات الإسلامية الواعية) والسيد أبيالحسن؟ ثم علمت فيما بعد أنهم لا يجمع بينهم النسب، وإنما يجمع بينهم العلمُ والأدب وهذا المعهدُ الذي ينتسبون إليه.