للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا كله ليس أدباً وإن كان شيئاً أغلى وأثمن وأعلى من الأدب.

ولقد كنت ممن دعا الأستاذ أبا الحسن إلى تأليف كتاب «روائع إقبال»، ذلك أننا ما زلنا نسمع بإقبال، وبأن له شعراً علا فيه حتى وصل إلى طبقة قلّ مِن الشعراء مَن يصل إليها أو يحلّق فيها، ثم نقرأ ما تُرجم منه فلا نجد فيه مصداق ما سمعنا. ورأيت أنّ أقدر من يستطيع أن ينقله إلينا أبو الحسن، لأنه متمكن من اللسانين أديب في اللغتين، في العربية وفي الأوردية. وصدر الكتاب، وإذا هو لم يترجم قصائد إقبال ولكنه لخّصها، ولولا أن أُغضِب أباالحسن (وأنا واثق أن الحقّ لا يُغضِبه إن شاء الله) لقُلت إننا لا نزال في حيرتنا نردّد سؤالنا وننتظر من ينقل شعر إقبال إلينا.

وما ذلك عن تقصير من أبي الحسن، لأنني لمّا بلغت لكنو وقابلته قلت له إن صديقنا علي حيدر الركابي (ابن الفريق رضا باشا الركابي الذي بلغ في الجيش العثماني قديماً رتبة لم يبلغها عربي غيره، رحمة الله عليه وعلى ولده علِيّ) كان قد نقل إليّ معاني قصيدة سمعت الثناء عليها، هي «مقبرة القرية» للشاعر الإنجليزي غراي، فلمّا فهمت هذه المعاني تصوّرت أنها لي، فصغتها صياغة أدبية لا أخرج فيها عنها ونشرتها في الرسالة سنة ١٩٣٥ (١)، فعلّق عليها كثير واستحسنوها، وقالوا إنها من باب ترجمة فيترجرالد «رباعيات الخيام» إلى الإنكليزية.

فطلبت من الأستاذ أبي الحسن أن يختار لي تلميذاً من


(١) وهي في كتاب «صور وخواطر» (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>