للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعلّي نسيت بعض من كان حاضراً معنا. فرجع الأستاذ البغدادي والدكتور المصري إلى مكة بعد أيام، وبقيت في الرياض أحاول أمرين: الأول أن لا تكون الشهادة هي الشرط اللازم الكافي (كما يقول أهل الرياضيات)، وأن يكون للوزير الحقّ في أن يستثني خُمس الأساتذة أو عُشرهم من شرط الشهادة، وقلت لمعالي الوزير (١): خبّرني ياسيدي، هل تستطيع إذا اقتصرتَ على الشهادة وجعلتها وحدها مقياس الرجال وبعث الله جدّك الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هل تستطيع أن تجعله معلماً في مدرسة أولية في قرية من القرى؟ وهل يستحيل على الله أن يجعل في هذا العصر من هو كجدّك في علمه وعمله وهو مثله لا يحمل شهادة؟ بل إن أمامنا ياسيدي مثلاً ظاهراً، هو الأستاذ العقّاد رحمه الله.

ولولا الحياء لضربت من نفسي مثلاً فقلت إنني كتبت ما كتبت وحاضرت ودرّست في الأدب وفي علوم الدين وما أحمل شهادة في واحدة منهما. ولمّا كنت أناقش الشيخ السباعي في اشتراكية الإسلام كتبت مقالة حاولت فيها أن أكون رفيقاً رقيقاً ما استطعت وأن أكلمه كلام الصديق المحب (وأنا أحبّه والله حقاً، رحمة الله عليه) لا كلام الناقد الشانئ، فجاءته «الحِمصيّة»، والعفو من إخواني أهل حمص، فقال لي: إنك لست اختصاصياً في العلوم الشرعية، لذلك أُعفي نفسي من الردّ عليك.

وجاءني عشيةَ نَشْرِ مقالته بعدما ذهب ثلث الليل جماعة من


(١) الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ. وسيأتي هذا الخبر مرة أخرى في الحلقة ٢٣٨ (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>