للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غادِرْ دمشقَ ويمِّمْ دارَ سلطانا ... على السُّوَيداءِ لا تحفلْ بمنْ مانا

فتى العروبةِ، دفّاع الكتيبةِ قدْ ... ضمّتْ أَشاويسَ وضّائينَ غُرّانا

فيها مقطع عن حسن الخراط مطلعه:

مَنْ مبلِغٌ مِنْ بَياني كلَّ شاردةٍ ... فتى العُلا حَسَناً حمداً وشكرانا

وفيها نداء للجزيرة وأهلها:

بني الجزيرةِ والأنسابُ جامعةٌ ... والحازمُ الشهمُ يلقى الدهرَ يقظانا

يقول لهم: أما سمعتم -وأنتم إخوتنا في الدين وفي العروبة- بما نقاسيه؟ فكيف تقعدون عن نصرتنا؟ كيف تنامون على سُرُر النعيم ونحن نتقلّب على جمر الغضى؟ كيف تقرون (١) أسماعكم أصوات بلابل المغنّين وعنادل المغنّيات، ونحن لا نسمع إلاّ أصوات البارود يتفجّر والدور تنهدم، والأيامى يصرخن ولا من مجيب، واليتامى يبكون ولا من سامع؟

أينَ الحميّةُ، بل أين العروبةُ، هلْ ... غاضَ الوفاءُ وآضَ الوُدُّ هُجرانا؟

وينادي بني الشام:

قَومي بني الشامِ هل مُصغٍ فأُسمِعَهُ ... قولاً يؤجّجُ في الأحشاءِ نيرانا

ويقول للفرنسيين:

أبناءَ «غَلْيةَ» (٢) لا كانَ انتدابُكمُ ... فقدْ أَسالَ دماءَ العُرْبِ غُدْرانا


(١) من القِرى بكسر القاف.
(٢) بلاد الغال: فرنسا.

<<  <  ج: ص:  >  >>