أحداً ولكن نشهد بما علمنا. ومن دلائل صلاحه هذه الورقة التي كانت يكتبها لنفسه وهو في مجلس الوزراء في اليوم الذي توُفّي فيه في لحظات راحة تأتي خلال المذاكرات، ومثل هذه الأوراق تدلّ على ما في عقل صاحبها الباطن، فمن الناس من يرسم عليها صوراً أو يكتب شيئاً لا معنى له، وهذه ورقة كتبها لنفسه، لولا أن الله توفّاه فبقيَت على مكتبه في مجلس الوزراء فاطّلعَت عليها فنشرَتها بخطّه جريدةُ الرياض (عدد ٢١ جمادى الأولى ١٤٠٧) لَما علم بها أحد، فهي شيء بينه وبين ربه.
وهذه هي الكلمة منشوره بخطه، فيها: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيّه من خلقه، أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة، وجاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه اليقين. اللهم اهدِنا لِما اختُلف فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. ربنا لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك اللهمّ وأتوب إليك.
وكتبت الجريدة تحتها: كان هذا الدعاء هو آخر ما خطّه بيده معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله في آخر جلسة حضرها لمجلس الوزراء، أطلع عليه خادمَ الحرمين الشريفين صاحبُ السموّ الملكي الأمير سعود الفيصل الذي وجده مكتوباً في الملف الذي أمام مقعد الفقيد الراحل، تقبّل الله دعاءه وتغمّده بواسع رحمته وغفرانه.
هذا ما كتبَته الجريدة، وأنا أقول مخلصاً من قلب مؤمن: