بابك، نرجو ثوابك ونخشى عقابك. لبّوا حتى يلبي معكم ثرى عرفات وجبالها، لبوا حتى تلبي معكم الأرض ومن عليها، لبوا حتى تلبي معكم السماوات السبع ومَن فيها. لا تقولوها تراعوا بها النغمات والإيقاع، لا تقولوها ليسمعها الناس، بل أخلوا قلوبكم مما سوى الله واحصروا أفكاركم في امتثال أمر الله، اربطوا به قلوبكم، ليلبِّ كل واحد منكم وحده بينه وبين ربه ولو اختلطت الأصوات، تصوروا أن الله يناديكم فأجيبوا ملبين:"لبّيك اللهم لبّيك"، نحن منك ومردّنا إليك، "لبّيك اللهم لبّيك" ولا اعتماد إلاّ عليك، لبّيك جئنا مسلمين لك مجاهدين في سبيلك.
«لبّيك»، هذا هتافنا عند المواقيت، عند حدود دولة الحج، ننزع ثيابنا عن أجسادنا ونخلع عنا ما لا يُرضي ربنا، ونستجيب لربّ العالمين نقول:"لبّيك اللهم لبّيك". وعند أنصاب الحرم، الحرم دار السّلام إن عمّت الأرضَ الحربُ، دار الأمان إن شمَل الدنيا الخوفُ، الحرم حيث كل حي آمن، الناس والحيوان والنبات، ليس ها هنا حرب ولا قتال، الأشجار ها هنا لا تُقطع، الحيوان ها هنا لا يُصاد، الناس ها هنا آمنون، لا عدوان على أحد. لبّيك لبّيك لبّيك.
لبّيكَ ربّي قد أتيتُكَ تائباً ... أيُرَدُّ محتاجٌ أتى يتضرّعُ؟