للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحكومين، خوفَ الله وتصوُّر موقف يوم الحساب أمام أعيننا، وأن نعمل على ما يُنجينا في غدنا يوم العرض على ربنا.

إن فعلنا فلن يحكم حاكمٌ منا بغير ما شرع الله، ولن يؤثِر أحدٌ من علمائنا رضا الناس على رضا الله، ولن يَشغلوا الناس بالمعارك الفرعية عن المعركة الكبرى، معركة الكفر والإيمان. وليعلم الناس جميعاً -في لبنان وفي غير لبنان- أن هذه الحال لايمكن أن تدوم:

لا يصلُحُ الناسُ فَوضى لا سُراةَ لَهُمْ ... ولا سُراةَ إذا جُهّالُهم سادوا

وليعلموا أن أدنى العذاب في الدنيا عذاب الضمير، وربما تنبّه الضمير الغارق في سباته. هذا بيغن لم يعُد يستطيع أن يلقى الناس، فقبر نفسه في بيته قبل أن يُقبر وتوارى عن الأنظار. ولكن كيف يتوارى من الله؟ لمّا كان حكم صدقي باشا في مصر (والذي شكوناه منه لا يعدل نقطة من كأس مما وجدناه بعده) قال فيه حافظ إبراهيم مقطوعة لم يجرؤ على نشرها، ولكن تناقل الناس أبياتاً منها، ومنها:

لاهُمَّ (١) أَحيِ ضميرَهُ ليذوقَها ... غُصَصاً وتَقتُلَ نَفْسَهُ الآلامُ

فأول العقاب في الدنيا عذاب الضمير إذا تيقّظ. إذن فليحاول هؤلاء إصلاح ما أمكن إصلاحه مما أفسدوه، وهيهات أن يقدروا! هل يردّون الروح على من مات؟ هل يأملون أن


(١) أي «اللهمّ»؛ دعاء إلى الله (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>