للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالرافعي؛ وهو من أصحاب الأساليب المتميزة، فتجد اسمَه في كل فقرة مما يكتب وإن لم يضع اسمه على ما كتب. وميزة الرافعي في توليده المعاني، ولكنه -مع هذه القدرة على التوليد- لا يخلو من الوقوع في التعقيد، لا سيما إن كتب فيما كان يسمّيه «فلسفة الحب والجمال» في مثل كتاب «السحاب الأحمر». وكنت أنصح الطلاب أن لا يعمدوا إلى تقليده، لأنهم سيعجزون عن مثل توليده ويقعون في تعقيده! وأكثر ما كنت أنصحهم بقراءته من كتب الرافعي «تحت راية القرآن» و «وحي القلم»، أما «السحاب الأحمر» وأمثاله فأوصيهم بالابتعاد عنه.

وطه حسين؛ وأسلوبه صحيح فصحيح ولكنه خالٍ من الجمال الذي يستهوي القارئ ويشدّه إليه، ثم إنه يكرّر ويعيد، ولذلك سببان أولهما أنه مكفوف يملي إملاء، ثم أنه مدرّس، ومهنة الكاتب ربما بدت ملامحها في آثاره. وتقليد طه حسين سهل، وإن كنت أنصحهم دائماً أن لا يعمدوا إلى تقليد أحد من الكتّاب بل أن يقرؤوا ما تميل نفوسهم إليه، ثم ينظروا أثره فيها ثم يكتبوا في تصوير هذا الأثر، فيرَوا أنه سيبدو في الأسلوب الذي سيكتبون به.

والمازني؛ وأسلوبه من السهل الممتنع، فهو يكتب كما يتحدث فيحسّ قارئه أنه يستطيع أن يكتب مثله، فإن جرّب رآه عاجزاً مقصّراً عنه. ثم إن المازني أوتي براعة في السخرية حتى من نفسه فتجيء سخريته عفوية غير متكلّفة، فإن تَعمّد الطالب مثلَها ربما جاءت متكلَّفة ثقيلة.

أما العقّاد فلا خلاف في أنه مفكّر كبير وكاتب قدير، ولكنه

<<  <  ج: ص:  >  >>