للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى وعيسى في الشام وفلسطين (١) وهما بلد التين والزيتون، ولا أن يكلّم الله موسى عند جبل الطور، فأفهمهم أن بلد التين والزيتون وأن طور سينين كمكة البلد الأمين، فما يجوز أن يكون في تلك يجوز أن يكون في مكة.

و «العصر» هنا كما أفهمه مُطلَق الزمان، فالإنسان الذي قُدّر له أن يعيش تسعين سنة إنما تكون تسعين يوم مولده، كعطلة الشهر للموظف لا تكون شهراً إلاّ حين بدايتها، فكلما مرّ الزمان عليها نقص شيء منها. والمليون إن كنت تسحب منه واحداً بعد واحد جاء وقت فرأيت أن المليون صفر، وهنالك الخسر.

تذهب الحياة بذهاب العمر، ويذهب معها ما فيها من المال والبنين والذهب والفضة والجاه والسلطان، ويحوزه كلَّه هذا القبر الضيق، ثم يُهال عليه التراب، ثم يلفّه النسيان، فكأنه ما كان. فما الذي يبقى إذن؟ يبقى الإيمان والعمل الصالح: {إلاّ الذينَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالحاتِ}.

ثم لخّص بأربع كلمات المنهج الكامل للواحد وللجماعة؛ الكلمة الأولى هي «الحقّ»، فالمناهج والمذاهب والنِّحَل والمبادئ منها الحقّ ومنها الباطل، فالمؤمن يختار ما كان منها حقاً، ولكنه قد لا يقوى على تنفيذه وقد يشقّ عليه، فلا بدّ من «الصبر» على هذه المشقّة.

فالحق هو اختيار الطريق الصحيح، والصبر هو سلوك هذا


(١) وفلسطين جزء من الشام، والشام عند العرب تشمل سوريا وفلسطين ولبنان والأردن.

<<  <  ج: ص:  >  >>