للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآن بإذن مني وطُبع سرقة من وراء ظهري نحواً من ثلاثين طبعة، وتُرجم إلى الإنكليزية وإلى الأردية، واستأذنني ولدي الأستاذ طارق الحاج إبراهيم، وله أخ يعمل في إسبانيا، في ترجمته إلى الإسبانية فأذنت له. وعلمت أنه تُرجم بقلم بليغ بأسلوب رفيع في لغة الإسبان، وقدّم له أستاذ يُعَدّ هناك من أكبر الأساتيذ) (١).

وخرج الطلاب من المحاضرة يتساءلون، وتساءل معم كثير من غيرهم، يقولون: هل مال إلى التأويل؟ هل قال بالتشبيه والتمثيل؟ هل جنح إلى التعطيل؟ فقالوا بأنهم ما سمعوني أقول شيئاً من ذلك. فتبيّن لي وجوب تجديد أسلوب تدريس العقيدة.

إن الذين ألّفوا كتب العقيدة الصحيحة إنما ردّوا على الشُّبَه التي كانت على أيامهم، فكانت كتبهم دفعاً لها وحماية للمسلمين منها، كما كانت قلعة أجياد في مكة في يوم من الأيام تحمي البلد، فلما جدّت أسلحة لم تكن على عهد مَن بناها وبنى أمثالها صارت تحفة أثرية وعمارة تاريخية. لقد تبدّلَت طرق الهجوم على الإسلام فوجب أن نجدّد طرق الذَّبّ عنه ودفع الأعداء عن حِماه.

إنه لم يعُد ينفعنا أن نردّ على الفِرَق التي بادت وفني أهلها


(١) ثم تُرجم وطُبع بالفارسية والأندونيسية والتركية والبوسنية والألبانية والفرنسية والبرتغالية والدنمركية واليونانية والروسية والرومانية، وهو يُترجَم الآن إلى الألمانية والفلبينية. وقد نشرت دار المنارة مقدمة الكتاب منفردة في رسالة صغيرة باسم «تعريف موجز بدين الإسلام»، وتُرجمت هذه الرسالة إلى الألمانية والأرومية (وهي اللغة التي يتحدث بها نحو خمسة وثلاثين مليوناً في الصومال والقرن الإفريقي) (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>