للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللعامة من أهل الشام كلمة يقولونها للمريض إذا عاودوه، لو أن أديباً بليغاً أعمل فكره وبيانه لَما جاء بأجود منها ولا أجمع، هي قولهم: «أجر وعافية»؛ عافية من المرض في الدنيا وأجر عليه في الآخرة. كتبهما الله للأستاذ طاهر الزَّمَخْشري، وشكر له ما أفضل به عليّ فيما قاله عني.

لقد ذكّرني بزيارتي الأولى لمكة حرسها الله سنة ١٣٥٣هـ، وقد عرفت فيها جماعة من الأفاضل تكلّ اليوم ذاكرتي عن إحصائهم، منهم الأستاذ الشيخ محمد سعيد العامودي، والشيخ ابن بليهد، وشاعر الملك عبد العزيز الأستاذ الشيخ أحمد إبراهيم الغزّاوي، والأستاذ حسن عوّاد. وأطلعني الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار -وكنت أزوره في داره- على مقالة كتبها يومئذ عني، وكان كما أظن طالباً، قرأها عليّ من كتاب كان في يده، وما عرفت اسم الكتاب لأحتفظ بالمقال.

وممن كان يوليني يومئذ رعايته اثنان لا يكادان وأنا في مكة يفارقانني، ثم لمّا عدت إلى الشام كانا يراسلانني، أمّا أحدهما فقد شغلته الدنيا عني حتى إني لم أره (وأنا مقيم في مكة من قرابة ربع قرن) إلاّ مرة واحدة مصادفة على باب الحرم، وما بي حاجة إليه ولكن كنت أوثر أن أستديم ودّه. وأما الآخر فقد داوم على الودّ وحفظ العهد وبقي إلى أن توفّاه الله يواصلني، هو الأستاذ عبد الله المَزْروع.

وكان عند الأستاذ المزروع دفتر كلما قدم مكة حاجٌّ أو زائر له اسم في الناس استكتبه فكتب بخطه في هذا الدفتر، يصف ما شاهده ويصوّر ما أحس به. واجتمع له مقدار من خطوط هؤلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>