للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد الملك المؤسّس عبد العزيز رحمه الله أكثرهم من الشام، أي من سوريا، هم الذين وضعوا الأساس، أذكر منهم الآن الشيخ يوسف ياسين ثم خير الدين الزِّرِكْلي في الخارجية، ورشدي مَلْحَس الذي كان أخوه الأستاذ عبد الفتاح أستاذاً لنا في مكتب عنبر، وهو فلسطيني، والدكتور حمدي حمودة والدكتور بشير الرومي والدكتور مدحت شيخ الأرض، وهم من الشام، للصحّة. والشيخ كامل القصّاب، وقد ساعده الشيخ بهجة البيطار للمعارف. ثم جاء الحُسامي ونسيب السباعي ومن كان معهما للمالية.

وأقول بالمناسبة إن الأستاذ نسيب السباعي كان مدير المال في دوما يوم كنت القاضي الشرعي فيها، وكان فيها موظفون يمثّلون وزارات الدولة كلها، كبيرهم قائم المقام، يليه في التشريفات القاضي الشرعي، ثم القاضي المدني (أي حاكم الصلح)، ثم مدير المال. فلما قدمتُ المملكة كان أول مَن قصدته في الزيارة الأستاذ نسيب، فهرب مني، ولعلّه حسب أني جئته أطلب منه شيئاً، وأنا بحمد الله مستغنٍ عنه. وتجاهلني وفرّ من مقابلتي.

وكنا نأخذ سيارة الأجرة (التاكسي) إلى حيث شئنا من أحياء مكة بريالين، وكان أبعد مكان حديقة الزاهر التي كانت عروس الحدائق، فجاء مَن نَقَصها من أطرافها فأعطى المركز الإعلامي قسماً منها وأعطى ملاعب الأطفال قسماً، وما بقي جعلوه لقصور الأفراح. يُدخِلون الناس إلى الملاعب والقصور بالمال، وإنما جُعلت الحديقة لتكون للناس كلهم بالمجان! كنا نركب بريالين إلى حيث شئنا، فإذا قلت للسائق: أريد أن أذهب إلى الحوض، قال: بثلاثة. يشترطها عليّ من أول الطريق لئلاّ نختلف في آخره، والمثل

<<  <  ج: ص:  >  >>