لفضيحة، فما ستر الزواج فضيحته ولكن أظهرها، ووقع بينهما الخلاف حتى انتهى إلى المحكمة، وكانت هذه عاقبة الانحراف عن طريق الشرع إذ جمع أبوها بينها وبين هذا الخادم في الدار.
* * *
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة ولا تزال على الطريق السويّ، ولكن مَن رأى العبرة بغيره فليعتبر، وما اتخذ أحدٌ عند الله عهداً أن لا يحلّ به ما حلّ بغيره إن سلك مسلكه. فحافظوا ياإخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله (وأسأله معكم) العون. إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط قاصرة على المدرّسات والطالبات، ولمّا كنت أذهب إلى مسكن الطالبات في الحفاير، وكان ذهابي على موعد مضروب في وقت محدّد، كنت أقف مع ذلك على الباب لا أدخله حتى يحتجبن جميعاً، وكانت سيارة الرياسة تأخذهن من بيوتهن وتُعيدهن من المدرسة إلى بيوتهن، وكانوا لا يختارون السوّاقين إلاّ من المسنين من أهل الخُلق والدين.
المدارس هنا لا تزال على خير، ولكن بعض الآباء يغفلون ويقصّرون. الأب هو الذي يَقِفُه الله يوم الحساب ليسأله عن بنته. فلا يدَعْها تذهب وحدها إلى السوق، فلقد سمعت أن من الفُسّاق من يتحرش بالنساء في الأسواق، ولا يدَعْها تكشف للبيّاع عما أمر الله بستره. وليفهما أن سائق سيارة الأسرة وخادم دارها، كل أولئك أجانب شرعاً عنها ليست منهم وليسوا منها، فلا تنبسط إليهم ولا ترفع الكلفة معهم، وأن الطبيب له أن يرى من المرأة