فذهبوا المذاهب في بيان هذه الأشياء، وأمثال هذا كثير في الشعر.
لقد نسيت أنه قد مضى عهد النقد الذي عرفناه وترك الناس (وتركتُ معهم) أسلوبَ الشيخين الرافعي والعقاد وأمثالهما، وأنها قد رقّت الأجساد واسترخت العضلات وأرهفت المشاعر، ولم يعُد الأديب أو الشاعر (ولو كان من أهل الحدَث الأكبر الذي يوجِب الغُسل، أعني «الحداثة» في الشعر) لم يعُد ذلك المصارع الذي يكيل للخصم الضربات ويحتمل منه الضربات، بل صار كالأغيَد الناعم:
قلت هذا الكلام لأبيّن ما كان في الحلقة السابقة ولأعتذر مما وقع فيها من الخلل، ذلك أني كتبت في نقد هذا المذهب الجديد في الشعر وفي الأدب على طريقة الرافعي والعقاد التي كنا نكتب بها، ونسيت أن الزمان قد جاوزها وأن النفوس لم تعُد تحتملها. فلما نبّهوني في الجريدة إليها فوّضتهم أن يعدّلوها،