للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حظَّ له، كان ضابطاً في الجيش العثماني ثم صار محامياً، وكان أديباً يكتب ويَنْظم ولكن لم يعرفه الناس، عاش فقيراً مغموراً، هو الصديق الأستاذ أحمد حلمي العلاّف رحمه الله ورحم كل من ذكرت.

ومن المدارس الأهلية التي كان لها دور ظاهر في النهضة التعليمية «الكلية العلمية الوطنية»، وكانت مدرسة ثانوية سُمّيت كلّية يوم لم يحدَّد المعنى الاصطلاحي لكلمة الكلية، أسّسها الشيخ محمد خير (أو أبو الخير الطبّاع)، وكان مديرها على عهدي الدكتور منيف العائدي الأستاذ في كلية الطب التي كانت تُدعى معهد الطب. وكان في الجامعة السورية معهدان (أي كلّيتان) هما معهد الطب ومعهد الحقوق، ولمعهد الطب فرعان: للصيدلة ولطب الأسنان. ثم افتُتحت دار التوليد وبُني لها هذا البناء، فرع للقابلات والمولّدات، فلا يجوز أبداً في شرعة الدين ولا في قانون الأخلاق أن يولّد المرأةَ طبيبٌ أجنبي عنها، لا يجوز له النظر إلى ساعدها ولا إلى ساقها فكيف يكشف -بلا ضرورة ولا داع- عن أخفى مكان فيها؟! والإسلام دين وسط، لا يقول للمرأة ولا لزوجها ولا لأبيها إذا تعسّرَت ولادتها وتعرّضَت للخطر: دعها تموت كيلا يراها الأجنبي! ولا يأذن لها ولا لأبيها ولا لزوجها أن تكشف للطبيب الأجنبي عمّا أمرها الله بستره عنه بلا داعٍ ولا ضرورة، فليتنبّه لذلك النساء وليتنبّه لذلك الأزواج والآباء.

وكان في المدارس المشهورة مدرسة قديمة يقوم عليها مربٍّ قديم، لبث يعلّم أكثر من سبعين سنة، تَعلّم والدي عنده ثم صار معلّماً في مدرسته، وتعلّمت أنا عنده ثم صرت معلماً في

<<  <  ج: ص:  >  >>