للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكره الشيخ محمد محمود الصوّاف الذي أخذني إليه)، كما عرفت من الشباب الصالحين السيد سعود العقيل كان من طلاب الثانوية في البصرة. وكان هؤلاء النجديون يُعرفون عندنا بالعقيل (أو العقيلات)، يتاجرون بالإبل وغير الإبل ويدلّون القوافل على الطريق لمّا كان الحج بالبَرّ، وكانوا معروفين بصدق القول واستقامة السيرة وحسن المعاملة، وأظنّ أن ممّن كان عندنا منهم آل الروّاف وآل البسّام وآل الشبل، وجماعة آخرين نسيت أسماءهم.

ومن مدن الشام، والشام في عرف العرب كل ما ولي تبوك من الشمال، بل ربما اتصلت به أطراف العراق: بلد واحد فرقه الأعداء، كما قال صديقنا الكبير الشيخ رضا الشّبيبي (الذي سبق ذكر فضله عليّ لمّا كان وزيراً للمعارف سنة ١٩٣٦ وكنت مدرّساً في العراق)، قال:

ببغدادَ أشتاقُ الشآمَ وها أنا ... إلى الكَرْخِ من بغدادَ جَمُّ التّشَوُّقِ

هما بلَدٌ فردٌ وقدْ مزّقوهما ... رمى الله بالتشتيتِ شملَ المُمَزِّقِ

أقول: إنه كان من مدن جنوبيّ الشام بلاد لم يستطع أن يعيش فيها قبل ضياع فلسطين يهوديّ واحد، كالخليل ونابلس، فصاروا الآن يجولون فيها ويصولون ويعيثون فساداً في الأرض لأنهم شعب الفساد والإفساد. وما بقوّتهم سطوا، ولكن بضعفنا وتفرُّقنا وأننا أبعدنا الإسلام عن معركتنا في فلسطين، فلم نجعلها جهاداً إسلامياً (١) بل حرباً وطنية ومعركة قومية، فكأن الله يقول لنا الآن:


(١) حتى جاءت هذه الانتفاضة سنة ١٤٠٨، خرجَت من المساجد تلبس ثوب الإيمان، فأعطاها الله النصر وأدهش منها أهل الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>