للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن؟ ما هو الشيء الذي كان عندنا وكان سبب نجاحنا ولم نعُد نراه عندهم؟ لا شيء. إذن فما هو الشيء الذي نجده عندهم ولم يكن عندنا، فصرفهم عن العلم وشغلهم بالشهادات وبالمظاهر؟ هنا مربط الفرس كما يقول الناس.

* * *

لماذا أجمعَت كلمة رجال التعليم على الشكوى من الضعف العامّ في قواعد اللغة العربية وفي الإملاء بعدما ظهرَت نتائج الامتحان هذا العام؟ إن من المعروف أن من العلوم ما يمكن أن يعي التلميذُ المقدارَ المقرَّر عليه من مباحثه، أو أن يحفظه كما هو في الكتاب ويضعه في ورقة الامتحان، لا يخطئ منه شيئاً ولا ينقص منه شيئاً، فيُضطر المصحّح أن يقدّر له درجة النجاح.

ولكن درسين من الدروس لا ينفع فيهما هذا الأسلوب، بل لا بدّ فيهما من الإلمام بكل منهما إلماماً كاملاً لأنهما كل لا يتجزّأ وجميع لا يفترق، وهما اللغات والرياضيات.

ولقد كنت وكان إخواني في السنة الأولى من المدرسة الثانوية نميز الخطأ من الصواب، ونعرف كيف نراجع في القاموس المحيط، ونقرأ في كتب الأدب فلا نخطئ (أو نخطئ خطأ يسيراً). فإن لم نعِش في البلد الواحد فإننا نعيش في بلدان متشابهة، فما الذي كان لنا فأعاننا الله به على تحصيل الملَكة في العربية وحُرموا منه فمنعهم فَقْده من تحصيلها؟

إني لأنظر فأجد أنهم أذكى منا وأوسع أفقاً وأرفه عيشاً. كنا نقاسي من كثير من الشدائد فهوّن الله عليهم تلك الشدائد،

<<  <  ج: ص:  >  >>