للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت هذه هي العلة الكبرى. ولقد ظهر أفراد جمعوا طرفَي الخيط ولكنهم كانوا قلائل، حاولوا أن يقرّبوا العلوم الجديدة (أو الفكر المعاصر) من الإسلام، منهم من صنع ذلك باعتدال كالشيخ محمد عبده في مصر وصاحبه السيد رشيد رضا، ومنهم من أوغل فيه حتى جانَب الحقّ وخالف (أو كاد يخالف) الإسلام كالسيد أحمد خان في الهند، وأفراد بلغوا الغاية في تحصيل العلوم «الجديدة» والأستاذية فيها وكانوا على إلمام تامّ أو اطّلاع كافٍ على العلوم الإسلامية، من أظهرهم محمد أحمد الغمراوي في مصر وأحمد حمدي الخياط في دمشق، وكلاهما كان من أساتذة الجامعة.

* * *

لذلك كانت الحاجة إلى أسلوب جديد في الدعوة غير أسلوب الكثير من المشايخ، على ما كان لهم من علم وفضل وتقوى. ونبّه الناسَ إلى هذه الحاجة «الفتنةُ الكمالية» في تركيا وبروز جماعة كأنهم تأثروا بها وأرادوا (ولو لم يشعروا) التمهيد لمثلها، وظهر ذلك في كتب شبلي شميل وسلامة موسى، وفي كتاب «في الشعر الجاهلي» وكتاب «الإسلام وأصول الحكم» (١).

وكانت الصرخة قوية حتى سمعها الذين كانوا مستغرقين في النوم، فهبّ ناس منهم وأدركوا الخطر. فكُتِبَت الردود: أستاذنا الشيخ محمد الخضر حسين ألف «نقض كتاب الشعر الجاهلي»،


(١) «في الشعر الجاهلي» لطه حسين و «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ علي عبد الرازق (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>