للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولطفي جمعة وآخرون لا أذكرهم الآن بأسمائهم ولكن الله يذكرهم ويشكر لهم ويجزل ثوابهم، والدكتور الغمراوي بكتابه «النقد التحليلي» الذي خاطب فيه طه حسين بلسانه ونقض عليه بنيانه بمِعْوَله، ورجع بالحقّ إلى الينابيع التي استقى منها بالباطل، وقدّم للكتاب أميرُ البيان الذي كان سفيراً دائماً في أوربا، سفيراً للعرب وللمسلمين ينبّههم ويدافع عنهم، ينفق من جيبه لا من خزانة دولة ولا من صندوق جمعية، يعيش عيش الكفاف يقرأ ويكتب، والذي كتبه الأمير شكيب أرسلان بقلمه وبخطه يعدل ما كتبه عشرة من أكبر كتّاب العصر، وله فوق ذلك شعر جيد.

والذي جمع هذه الأقلام وكان لها بمثابة مركز القيادة أو مكان الأركان (أركان الحرب) مجلة «الفتح».

مجلة «الفتح» كان لها عمل عظيم عظيم في تنبيه المسلمين وإيقاظهم وإرشادهم، والتمهيد لهذه الصحوة الإسلامية التي نراها ونحمد الله عليها اليوم، والتي نسأله دوامها وتصحيح مسارها ودرء الأذى عنها. ولعل الله يُلهِم واحداً من طلاب الدراسات الإسلامية في جامعاتنا إعداد رسالة أو أطروحة عنها.

ولقد كانت قبلها «المنار»، وللمنار أثر لا ينكر في العقيدة وفي العلم وفي (توعية) المسلمين، وفي مجموعتها -لمن استطاع الحصول عليها- كنز تُستخرَج منه عشرات من الكتب، كما فعل الصديق العامل الدائب على التأليف الدكتور صلاح الدين المنجّد حين استخرج فتاوى السيد رشيد رضا وأفردها بالطبع.

أنشأ محب الدين «الفتح» في آخر سنة ١٣٤٤ (١٩٢٦)،

<<  <  ج: ص:  >  >>