يا إخوتي، إن مَثَلي ومثلكم مَثَل رجل غنّى لنفسه في الحمّام (كما غنى جحا) فأعجبه صوته، فغنّى لنفر من أصدقائه الأدنَين فأطربهم غناؤه، فلما طربوا طلبوا إليه أن يعود فيغني لهم، وهو يتشجع ويزيد. فقام واحد منهم على المنبر في مجمع الناس فقال لهم: أعرّفكم بمغنٍّ ما سمع السامعون أندى منه صوتاً ولا أطيب حنجرة، ولا أبصر بالألحان ولا أعرف بالأنغام. فهل تعرفون ماذا كان بعد؟
الذي كان أنه لم يَعُد يحسن شيئاً. إن النتيجة تُعلَن بعد الامتحان، فما لكم تعلنونها قبله؟ ألا تخافون أن أسقط فيه؟ ألا تعلمون أنكم بما رفعتموني فوق منزلتي (في صَدْر العدد الرابع من مجلة «المسلمون») ستجعلون سقطتي أشدّ، لأن الذي يقع من فوق النضد أو الكرسي ليس كمن يقع من فوق المنارة؟
ولماذا وضعتم صورتي على الغلاف؟ إننا نسمع أن «فتاة الغلاف» لا تكون إلاّ من ذوات الصّبا والجمال، فماذا يصنع القرّاء بصورة شيخ مثلي؟ ثم إنكم اخترتم صورة لي كبّرَتني وجعلتني أبدو أكبر من سنّي. إن الذي يراها يظنها صورة (عجوز) في السادسة والسبعين، مع أني في الخامسة والسبعين فقط لا غير.
قال الأستاذ زهير إنه أقنعني بأن أكتب بعد جهود استمرّت أكثر من ثمانية شهور، فظن القرّاء أنها كانت مفاوضات مالية ومساومات على نشر المذكّرات، ولم يعلموا أننا لم نذكر فيها قطّ