الوارفة الظلّ، التي كنا وكان الناس يتخذون من ظلها مجالس أنس يوم العيد وعلى أغصانها يعلّقون الأراجيح، يُقبِلون على تسليات الحياة في موطن الموت! سر إلى الأمام حتى يبقى بينك وبين جدار المقبرة الجنوبي نحو خمسين متراً. إنك سترى إلى يسارك قبرَين متواضعَين من الطين على أحدهما شاهد باسم الشيخ أحمد الطنطاوي.
هذا قبر جَدّي وفيه دُفِنَ أبي، وإلى جنبه قبر أمي، فأقرئهما منّي السلام. أسألُ الله الذي جمعهما في الحياة وجمعهما في المقبرة أن يجمعهما في الجنّة.
هنا دُفِنَ أعزّ الناس عليّ. أمّا مَن كانت أعزَّ منهما (ولا أظن أن قولي هذا يسوؤهما) فقبرها بعيد بعيد في ألمانيا، إني لست أعرفه. بلى والله إني أعرفه لأنه قريب قريب، إنه في قلبي.
ربِّ اغفر لي ولوالدي، ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً. ربِّ ارحم بنتي واغفر لها. ربِّ وللمسلمين والمسلمات.