للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الحرب يكفي لوليمة ضخمة، أي أن الكيلو بليرة (أي بجنيه) ذهبي! وقلّ الكاز (البترول)، وفُقدت أشياء كثيرة مما كنا نستورده. وما كان منه عند التجّار قبضوا عليه أيديهم وأخفوه في مستودعاتهم، وكانت أيام شداد.

ولكن الأتراك مسلمون، وإن كان حكامنا وحكامهم يومئذٍ من الاتحاديين أعداء الأمة العربية، وكدت أقول أعداء الدين. فقد عزّ عليهم أن يجوع علماء المسلمين، فخصّصوا لهم جرايات من القمح تسدّ حاجة بطونهم وتصون ماء وجوههم.

وكان والدي (وقد نسيت أن أقول لكم) قد ترك إدارة المدرسة وصار «أمين الفتوى» عند المفتي الشيخ أبي الخير عابدين، والد شيخنا الشيخ أبي اليسر عابدين مفتي الشام، الطبيب الذي نال شهادة الطبّ على كِبَر ثم صار أستاذاً في كلية الحقوق (وكانت تُدعى معهد الحقوق، وكانت هي وكليّة الطب نواةَ جامعة دمشق).

كان والدي هو الذي يتولّى إعداد قوائم بأسماء العلماء وطلبة العلم لينالوا نصيبهم من القمح.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>